Chinese

فيلبس يكرس نفسه "الاسطورة الاولمبية"

http://2008.sina.com.cn  2008-08-17 13:44:43  Sina.com

 فيلبس يكرس نفسه

 فيلبس يكرس نفسه

بكين, 2008-08-17 - كرس السباح الاميركي مايكل فيلبس نفسه "الاسطورة الاولمبية" بعدما نجح اليوم السبت في ختام منافسات مسابقة السباحة في تحطيم رقم مواطنه السباح مارك سبيتز في عدد الميداليات في دورة واحدة بحصوله على ذهبيته الثامنة خلال اولمبياد بكين 2008 بعد فوزه مع منتخب بلاده بسباق التتابع 4 مرات 100 م متنوعة اليوم الاحد.

واحرز منتخب رجال الولايات المتحدة المكون من ارون بيرسول وبرندان هانسن وفيلبس وجيسون ليزاك ذهبية هذا السباق مسجلا رقما قياسيا عالميا جديدا مقداره 34ر29ر3 دقائق، ليمحي الرقم القياسي السابق المسجل باسمه ايضا ومقداره 68ر30ر3 د حققه في 21 اب/اغسطس 2004 في اولمبياد اثينا.

وكان ضمن منتخب اثينا 2004 ثلاثة سباحين من اصل الاربعة الذين خاضوا سباق اليوم وهم بيرسول وهانسن وليزاك، فيما حل فيلبس بدلا من ايان كروكر لانه كان في مهمة دخول التاريخ الاولمبي من اعظم ابوابه وهو نجح في مبتغاه ليحطم رقم سبيتز.

وكان سبيتز حقق سبع ذهبيات في دورة واحدة في اولمبياد ميونيخ عام 1972، ونجح فيلبس امس السبت في معادلته بعد فوزه بسباق 100 م فراشة الذي كان الاصعب له بين السباقات الثمانية التي خاضها في بكين 2008، والدليل انه خرج من السباقات السبعة الاخرى بسبعة ارقام قياسية عالمية باستثناء 100 م فراشة حيث كان في طريقه للخسارة او حتى عدم التواجد على منصة التتويج في منتصف السباق لانه كان يحتل المركز السابع بفارق 19 جزءا من الثانية عن المتصدر مواطنه كروكر، بيد انه بذل جهودا خارقة ليعوض الفارق ويلمس الحائط بفارق جزء واحد من الثانية عن منافسه الصربي ميلوراد كافيتش.

   وانتظر الجميع ما سيقدمه فيلبس في العاصمة الصينية بعدما حصد 6 ذهبيات وبرونزيتين في اثينا 2004، ومن بين اول الذين توقعوا ان يلمع نجم فيلبس مجددا مواطنه سبيتز الذي اعرب عن ثقته بقدرة مواطنه على تحطيم رقمه في بكين وليس هذا الامر وحسب بل توقع ان ينجح في تسجيل ارقام قياسية اخرى.

   وقال سبيتز "اتوقع ان نراه يسجل انتصارات بفارق كبير وباوقات لم ينجح احد في تحقيقها حتى اليوم"، مضيفا "سيكون مذهلا".

   وعزا سبيتز توقعاته بان فيلبس اصبح يملك الخبرة المطلوبة بل انه يملك خبرة افضل من تلك التي كان يتمتع بها هو نفسه عندما خاض اولمبياد ميونيخ 1972، مضيفا "لقد فاز بست ذهبيات (في 2004) وانا لم افز الا باثنتين عندما شاركت لاول مرة قبل ان احصد 7 في الاولمبياد التالي".

   وبعد ان اصبح فيلبس خلال اولمبياد اثينا وبطولة العالم في مصاف سباحين من عيار الاسترالي ايان ثورب الذي غاب عن بكين لاعتزاله ومواطنه سبيتز والروسي الكسندر بوبوف، وصل الان الى مستوى "اساطير" مثل مواطنه تايغر وودز الفائز ب14 دورة كبرى في الغولف ومواطنه الاخر بيت سامبراس المتوج ب14 لقبا كبيرا في بطولات الغراند سلام لكرة المضرب والسويسري روجيه فيدرر نجم كرة المضرب الاخر الحائز على 12 لقبا كبيرا ايضا.

   امن سبيتز بعظمة فيلبس: "عندما افكر بمايكل (فيلبس) فلا افكر بالسباقات التي فاز بها او الارقام القياسية التي يحملها فحسب، بل بالطريقة التي يتحدى بها نفسه في السباقات التي يحل فيها ثانيا او ثالثا حيث يضع برنامجا معينا لنفسه وهو ما لم افعله انا شخصيا خلال مسيرتي".

   وتابع سبيتز "اعتقد ان احد افضل سباقاته حتى الان كان 200 م حرة حيث حل ثالثا في اثينا لان لهذا السبب اصبح يحمل الرقم القياسي العالمي وفاز بلقب بطولة العالم في هذا السباق بالذات، ولهذا السبب سيفوز بذهبية هذا السباق في بكين"، وهذا ما نجح في تحقيقه فيلبس الذي حظي بجائزة مليون دولار من احدى الشركات الراعية بعد نجاحه في معادلة انجاز سبيتز.

   ورغم هذه الضجة الاعلامية والاعلانية التي احاطت وتحيط بفيلبس، بقي السباح الاميركي بعيدا عن الاضواء، وهو رد على الصحافيين عندما طرح عليه قبل انطلاق الالعاب السؤال المتعلق بامكانية تحطيم سبيتز، قائلا "انتم تتحدثون عن هذا الامر، انا لا اتحدث عنه انما ادخل المياه وانافس".

   هذه هي الميزة التي تعطي فيلبس هذه الهالة فهو يفضل ان ينجز الامور عوضا عن التحدث عنها وهذا ما اشار اليه مدربه بوب بومان الذي يشرف على فيلبس منذ ان كان الاخير في الحادية عشرة من عمره، بقوله: "انه يفعل كل ما يحتاجه من اجل تحقيق مبتغاه".

   واولمبياد بكين هو المشاركة الاولمبية الثالثة لفيلبس (23 عاما) وهو بدأ يعتمد استراتيجية ناضجة في طريقة خوضه للسباقات وقد اوضح شخصيا هذا الموضوع قائلا "في 2004 كنت اخوض كل سباق بكل ما عندي من قوة لكن تعلمت في العامين الماضيين ان احافظ على طاقتي قدر المستطاع لان البرنامج الذي ينتظرني طويل جدا".

   وابدى مدرب المنتخب الاميركي للسباحة مارك شوبرت اعجابه بما توصل اليه فيلبس في الاعوام الاخيرة خصوصا من ناحية كيفية خوضه للسباقات بحسب اهميتها بين تصفيات او دور نصف نهائي او السباق النهائي الحاسم، اضافة الى تمارين الاحماء التي يقوم بها من اجل التحضر لكل سباق بالطريقة المثلى.

   واضاف شوبرت "يقوم بعمل رائع في توزيع مجهوده. عندما ترى عدد السباقات التي يخوضها وكيفية سباحته في التصفيات حيث يكون جيدا لكن ليس رائعا، وفي الدور نصف النهائي حيث يتحسن مستواه، وعندما يحين وقت الاستعراض (السباق النهائي) يكون بكل ببساطة مذهلا".

   وتجاوز فيلبس الاصابة التي تعرض لها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما انزلق لحظة دخوله الى سيارته، ورفع رصيده من المعدن الاصفر الى 14 ذهبية، ليعزز الرقم القياسي الذي سجله الاربعاء الماضي عندما رفع رصيده الى 11 ذهبية ماحيا الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة مواطنيه السباح سبيتز والعداء كارل لويس والعداء الفنلندي بافو نورمي ولاعبة الجمباز السوفياتية سابقا لاريسا لاتينينا برصيد 9 ذهبيات.

"الاروع ان تثبت انه لا يوجد اي شيء مستحيل. الكثير من الاشخاص قالوا انه امر مستحيل. لقد تعلمت ان على المرء ان يتمتع بشيء من الخيال وهذا ما ساعدني. لا اعلم حقيقة ما يخالجني من مشاعر الان. هناك الكثير من الاحاسيس التي تتدافع في ذهني، الكثير من الحماس. اعتقد ان ما اريده الان هو ان ارى والدتي"، هذا ما قاله فيلبس بعد تتويجه التاريخي.

واضاف فيلبس "انا لا اجد الكلمات المناسبة. هؤلاء الشبان (في المنتخب الاميركي) كانوا رائعين لقد جعلوا الامر (حصوله على الذهبية الثامنة) قابلا للتحقيق. ما حصل يظهر عملنا الجماعي وتعاضدنا. من المذهل ان اكون جزءا منه (المنتخب). الامر برمته، كل سباق، الواحد تلو الاخر، من الفوز بفارق واحد بالمئة من الثانية امس الى انهائها (منافسات السباحة) برقم قياسي. انها تجربة مذهلة، وانه شيء ساحتفظ به الى الابد".

وواصل "اردت ان احقق شيئا لم يصل اليه احد في هذه الرياضة. لم يكن ليحصل هذا الامر من دون مساعدة زملائي. نحن كنا وحدة متعاضدة. انتقلت من صدم رأسي بالحائط (لم ير في احد السباقات بسبب نظارته التي امتلأت بالماء) الى الفوز بفارق واحد بالمئة من الثانية الى تسجيل افضل اوقاتي في كل سباق".

وكان النجم الاميركي الكبير استهل "حصاده الاولمبي" بذهبية سباق 400 م متنوعة ثم اتبعها بذهبيات التتابع 4 مرات 100 م حرة و200 م حرة و200 م فراشة وسباق التتابع 4 مرات 200 م حرة و100 م فراشة واضاف اليها اليوم ذهبية "الاساطير" مدينا بذلك مجددا الى ليزاك الذي كان اخر من يدخل حوض السباحة في سباق التتابع كما كانت الحال في سباق التتابع الاخر 4 مرات 100 م حرة، الا ان مهمته اليوم كانت اسهل نسبيا من السباق السابق لان زملاءه حققوا افضلية نسبية خصوصا فيلبس، في حين ان ليزاك اضطر للقيام بمجهود جبار الاربعاء الماضي من اجل ان يعوض تأخر منتخب بلاده ويبقي على امال فيلبس في دخول التاريخ.