Chinese

الحديث عن أزقة بكين

http://2008.sina.com.cn  2008-07-07 21:47:27  www.cri.com.cn
أعزائي المستمعين، يوجد مثل في بكين يقول إن من لم يدخل أزقة بكين، من الصعب عليه معرفة بكين، ومن لم يدخل أزقة بكين، لا معنى لزيارته بكين." وتتشابك أزقة كبيرة وصغيرة في بكين مثل شرابين دم منتشرة في كل أنحاء المدينة، وذلك يعتبر أحد الخصائص المعمارية لمدينة بكين. واذا أراد السياح خارج المدينة أن يلمسوا عن قرب ثقافة وأوضاع الحياة في بكين، فلا بد من أن يزوروا أزقة بكين القديمة. ونصحبكم الآن في فقرة "محطات اليوم" في زيارة أزقة بكين.

هذه الأزقة ظهرت بعد تحديد بكين عاصمة لأسرة يوان الملكية في القرن الثالث عشر الميلادي، وكان الحكام في ذلك الوقت من قومية منغوليا، وتنتمي كلمة "الأزقة" إلى اللغة المنغولية وتسمى ب"هوتو" بمعنى "البئر" في اللغة المنغولية، وفي البداية كانت الأزقة في بكين موزعة حسب مواقع الآبار، لأن الناس في ذلك الوقت أكدوا على ضرورة ضمان وجود بئر في كل زقاق. وبعد مئات السنين من التنمية والتطور، لقد أصبحت الأزقة كلمة معمارية تعني الشوارع الصغيرة في المدن شمال الصين. وعادة ما تمتد الأزقة في بكين من الشرق إلى الغرب، وعرضها لا يتجاوز تسعة أمتار. وفي الماضي، كادت المباني بجانبي الأزقة أن تكون دورا رباعية.

أعزائي المستمعين، ما تستمعون إليه الآن هو نداء الباعة في أزقة بكين. ما إن يستمع المسنون الذين يسكنون في الأزقة إلى هذا النداء، حتى أن يعرفوا ما هو الذي يباع. كان هذا النداء مستمرا بلا انقطاع من النهار حتى الليل خلال الفصول الأربعة في الماضي حيث يمكن لسكان الأزقة أن يحصلوا على أية حاجة بدون خروج من الأزقة، لأن التجار الصغار سيوصلون البضائع إلى أبواب منازلهم. ويمكن القول إن الأزقة ليست ممرا لدخول وخروج أبناء الشعب العاديين في بكين إلى ومن بيوتهم فحسب، بل أصبحت متحفا للعادات والتقاليد والملامح القديمة وجسدت الكثير من آثار الحياة الاجتماعية.

يمكن القول إن عدد أزقة بكين لا يحصى، وهناك مثل يقول إن الأزقة المشهورة يبلغ عددها ثلاثمائة وستين زقاقا، أما الأزقة المجهولة فعددها مثل صوف البقر. وكان عدد أزقة بكين قد وصل إلى أكثر من 6000 زقاق. ويبدو أن كل الأزقة لونها واحد وهو رمادي وأشكالها متماثلة، ولكن في الحقيقية أن لكل زقاق معني أو قصة خاصة به. وقال السيد لي مينغ ده عالم العادات والتقاليد الشعبية إنه يمكن الشعور بحياة الأزقة في ذلك الوقت من أسمائها المختلفة والمميزة، وعبرت بعض أسماء الأزقة عن أمنيات أبناء الشعب، اذ قال:

"يسمى زقاق ب" أعماق الأزهار"، ويوحى من اسمه فقط بشكل جميل. وبعض الأماكن كان يسكن فيه شخص مشهور أو له تأثير، فيحتفظ اسم الزقاق المسمى باسم هذا الشخص إلى وقتنا الحاضر."

وأضاف السيد لي مينغ ده أنه يوجد في بكين زقاق يسمى بزقاق "عصا خيذران"، لأن شكله مثل عصا خيذران. ويسمى زقاق بزقاق "الحزام اليشمي" لأن شكله مثل الحزام اليشمي الذي كان يرتديه المسؤولون القدماء. كما يسمى زقاق بشارع غليون الميل، لأن هذا المكان كان يباع فيه الغليون.

وقد أصبحت هذه الأزقة أو الشوارع القديمة والصغيرة المميزة الموجودة في بكين فقط وسيلة لتجسيد ثقافة بكين، وأعجبت جاذبيتها الخاصة الناس من كل أنحاء العالم. وأشار السيد كوانغ هان الرسام الصيني المشهور برسوماته عن الأزقة إلى أنه ولد وترعرع في جنوب الصين، ولكنه أصبح مدمنا لأزقة بكين فور وصوله إلى هذه المدينة. حيث قال:

"أزقة بكين هي نفسها فن وتبقى على مدى مئات السنين مثل مسن صقلته تجارب الحياة وتغطي وجهه التجاعيد. وتتمتع الأزقة بخصائص وإحساس بالوقت والمكان."

والأزقة في بكين الجديرة بالزيارة أكثر ن غيرها هي أزقة قرب بحيرة شي تشا هاي. تقع بحيرة شي تشا هاي وسط المدينة وتتكون من ثلاث بحيرات هي البحيرة الأمامية والبحيرة الخلفية والبحيرة الغربية، ويبنى جسر حجري صغير عند ملتقى البحيرتين الأمامية والخلفية اسمه "ين ديان". والمناظر قرب جسر ين ديان جميلة جدا، ويعتبر الصعود على هذا الجسر والوقوف عليه لمشاهدة المناظر المجاورة أمرا مريحا ومفرحا، وفي جو صاف، يمكنك أن ترى إطار الجبال البعيدة. ويوجد قرب بحيرة شي تشا هاي العديد من الأزقة والدور الرباعية التي حوفظ عليها بشكل جيد، بما فيها بعض مساكن الشخصيات المشهورة وعدد من الحدائق الخاصة مثل مقر الملك قونغ وانغ الذي يستحق الزيارة.

وخلال السنوات الأخيرة ومع تطور بناء المدينة، تزايد عدد البنايات والعمارات والضخمة داخل بكين ، وقل عدد الأزقة. وبدأت حكومة مدينة بكين حماية بعض الأزقة المتميزة. ومن أجل إطلاع الناس على حياة البكينيين القدماء، أصدرت مصلحة السياحة ببكين مشروع "التجول في الأزقة" حيث يمكن للسياح أن يتجولوا في الأزقة على متن الدراجات الثلاثية ويدخلوا الدور الرباعية حيث يشربون كوبا من الشاى ويستمعون إلى مقطوعة من قصص البكينيين القدماء للإحساس بحياتهم.

وقال السيد غيونتير وين من ألمانيا إن الدراجة الثلاثية لا يسهل التجول بها في الأزقة فحسب، بل يساعد على مراقبة الأزقة بشكل دقيق. اذ قال:

"رأيت دراجات مماثلة في الهند، وهي رائعة جدا وملائمة جدا للأزقة، لأنها تستطيع أن توصلك إلى أي ركن في الأزقة، أما سيارة الأجرة، فلا تستطيع أن تفعل ذلك. الأزقة رائعة جدا وهي من ميزات بكين، بالمقارنة مع ناطحات السحاب والمناطق التجارية، أحب ازقة بكين القديمة أكثر."

ويعتبر التجول في أزقة منطقة بحيرة شي تشا هاي من خلال ركوب الدراجات الثلاثية مشروعا يحبه كثيرا السياح الأجانب والسياح الصينيون في المدن الأخرى.

دليل سياحي: توجد في بكين شركات سياحية خاصة بتنظيم أعمال "التجول في الأزقة". وتضم مضامين هذه الأعمال قيادة دليل الضيوف لزيارة برج الطبل والجرس للإطلاع على كافة ملامح بكين ودخول الأزقة وركوب الدراجات الثلاثية لزيارة الأزقة وبيوت الشخصيات المشهورة ومقرات الملوك المشهورة وزيارة منازل المواطنين في الدور الرباعية لمعرفة حياة الصينيين العاديين. ويتراوح ما يدفعه كل شخص متقابل كل خدمة ما بين 100 و200 يوان صيني.